فصل: قال الماوردي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الذاريات: الآيات 38- 40]:

{وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقال ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40)}.
{وَفِي مُوسى} عطف على {وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ} أو على قوله: {وَتَرَكْنا فِيها آيَةً} على معنى: وجعلنا في موسى آية كقوله:
علفتها تبنا وماء باردا

{فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ} فازورّ وأعرض، كقوله تعالى: {وَنَأى بِجانِبِهِ} وقيل: فتولى بما كان يتقوّى به من جنوده وملكه. وقرئ: {بركنه}، بضم الكاف {وَقال ساحِرٌ} أي هو ساحر.
{مُلِيمٌ} آت بما يلام عليه من كفره وعناده، والجملة مع الواو حال من الضمير في {فأخذناه}.
فإن قلت: كيف وصف نبى اللّه يونس صلوات اللّه عليه بما وصف به فرعون في قوله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ}؟ قلت: موجبات اللوم تختلف وعلى حسب اختلافها تختلف مقادير اللوم، فراكب الكبيرة ملوم على مقدارها، وكذلك مقترف الصغيرة. ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَعَصَوْا رُسُلَهُ}، {وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ} لأنّ الكبيرة والصغيرة يجمعهما اسم العصيان، كما يجمعهما اسم القبيح والسيئة.

.[سورة الذاريات: الآيات 41- 42]:

{وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)}.
{الْعَقِيمَ} التي لا خير فيها من إنشاء مطر أو إلقاح شجر، وهي ريح الهلاك. واختلف فيها: فعن على رضى اللّه عنه: النكباء. وعن ابن عباس: الدبور. وعن ابن المسيب: الجنوب. الرميم: كل ما رم أي بلى وتفتت من عظم أو نبات أو غير ذلك.

.[سورة الذاريات: الآيات 43- 45]:

{وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ (45)}.
{حَتَّى حِينٍ} تفسيره قوله: {تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ}. {فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ} فاستكبروا عن امتثاله. وقرئ: {الصعقة} وهي المرّة، من مصدر صعقتهم الصاعقة: والصاعقة النازلة نفسها {وَهُمْ يَنْظُرُونَ} كانت نهارا يعاينونها. وروى أن العمالقة كانوا معهم في الوادي ينظرون إليهم وما ضرّتهم {فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ} كقوله تعالى: {فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ} وقيل: هو من قولهم: ما يقوم به، إذا عجز عن دفعه {مُنْتَصِرِينَ} ممتنعين من العذاب.

.[سورة الذاريات: آية 46]:

{وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمًا فاسِقِينَ (46)}.
{وَقَوْمَ} قرئ بالجر على معنى: وفي قوم نوح وتقوّيه قراءة عبد اللّه: {وفي قوم نوح}. وبالنصب على معنى: وأهلكنا قوم نوح، لأنّ ما قبله يدل عليه. أو واذكر قوم نوح.

.[سورة الذاريات: الآيات 47- 48]:

{وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (48)}.
{بِأَيْدٍ} بقوّة. والأيد والآد: القوّة. وقد آد يئيد وهو أيد {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} لقادرون، من الوسع وهو الطاقة. والموسع: القوى على الإنفاق. وعن الحسن: لموسعون الرزق بالمطر.
وقيل: جعلنا بينها وبين الأرض سعة {فَنِعْمَ الْماهِدُونَ} فنعم الماهدون نحن.

.[سورة الذاريات: آية 49]:

{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)}.
{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ} أي من كل شيء من الحيوان {خَلَقْنا زَوْجَيْنِ} ذكرا وأنثى. وعن الحسن: السماء والأرض، والليل والنهار، والشمس والقمر، والبر والبحر، والموت والحياة، فعدّد أشياء وقال: كل اثنين منها زوج، واللّه تعالى فرد لا مثل له {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} أي فعلنا ذلك كله من بناء السماء وفرش الأرض وخلق الأزواج إرادة أن تتذكروا فتعرفوا الخالق وتعبدوه.

.[سورة الذاريات: الآيات 50- 51]:

{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51)}.
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} أي إلى طاعته وثوابه من معصيته وعقابه، ووحدوه ولا تشركوا به شيئا، وكرّر قوله: {إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} عند الأمر بالطاعة والنهى عن الشرك، ليعلم أن الإيمان لا ينفع إلا مع العمل، كما أنّ العمل لا ينفع إلا مع الإيمان، وأنه لا يفوز عند اللّه إلا الجامع بينهما. ألا ترى إلى قوله تعالى: {لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْرًا} والمعنى: قل يا محمد: ففرّوا إلى اللّه.

.[سورة الذاريات: الآيات 52- 53]:

{كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (53)}.
{كَذلِكَ} الأمر، أي مثل ذلك، وذلك إشارة إلى تكذيبهم الرسول وتسميته ساحرا ومجنونا، ثم فسر ما أجمل بقوله: {ما أَتَى} ولا يصح أن تكون الكاف منصوبة بأتى، لأنّ ما النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. ولو قيل: لم يأت، لكان صحيحا، على معنى: مثل ذلك الإتيان لم يأت من قبلهم رسول إلا قالوا {أَتَواصَوْا بِهِ} الضمير للقول، يعنى: أتواصى الأوّلون والآخرون بهذا القول حتى قالوه جميعا متفقين عليه {بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ} أي لم يتواصوا به لأنهم لم يتلاقوا في زمان واحد، بل جمعتهم العلة الواحدة وهي الطغيان، والطغيان هو الحامل عليه.

.[سورة الذاريات: الآيات 54- 55]:

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)}.
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} فأعرض عن الذين كرّرت عليهم الدعوة فلم يجيبوا، وعرفت عنهم العناد واللجاج، فلا لوم عليك في إعراضك بعد ما بلغت الرسالة وبذلت مجهودك في البلاغ والدعوة، ولا تدع التذكير والموعظة بأيام اللّه {فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} أي تؤثر في الذين عرف اللّه منهم أنهم يدخلون في الإيمان. أو يزيد الداخلين فيه إيمانا. وروى أنه لما نزلت {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} حزن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم واشتد ذلك على أصحابه، ورأوا أنّ الوحى قد انقطع وأنّ العذاب قد حضر، فأنزل الله. وذكر.

.[سورة الذاريات: آية 56]:

{وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56)}.
أي: وما خلقت الجن والإنس إلا لأجل العبادة، ولم أرد من جميعهم إلا إياها. فإن قلت: لو كان مريدا للعبادة منهم لكانوا كلهم عبادا؟ قلت: إنما أراد منهم أن يعبدوه مختارين للعبادة لا مضطرين إليها، لأنه خلقهم ممكنين، فاختار بعضهم ترك العبادة مع كونه مريدا لها، ولو أرادها على القسر والإلجاء لوجدت من جميعهم.

.[سورة الذاريات: الآيات 57- 58]:

{ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)}.
يريد: أنّ شأنى مع عبادي ليس كشأن السادة مع عبيدهم، فإنّ ملاك العبيد إنما يملكونهم ليستعينوا بهم في تحصيل معايشهم وأرزاقهم، فإمّا مجهز في تجارة ليفي ربحا. أو مرتب في فلاحة ليعتلّ أرضا. أو مسلم في حرفة لينتفع بأجرته. أو محتطب. أو محتش. أو طابخ. أو خابز، وما أشبه ذلك من الأعمال والمهن التي هي تصرف في أسباب المعيشة وأبواب الرزق، فأمّا مالك ملك العبيد وقال لهم: اشتغلوا بما يسعدكم في أنفسكم، ولا أريد أن أصرفكم في تحصيل رزقي ولا رزقكم، وأنا غنىّ عنكم وعن مرافقكم، ومتفضل عليكم برزقكم وبما يصلحكم ويعيشكم من عندي، فما هو إلا أنا وحدي {الْمَتِينُ} الشديد القوة. قرئ بالرفع صفة لذو، وبالجر صفة للقوّة على تأويل الاقتدار، والمعنى في وصفه بالقوة والمتانة: أنه القادر البليغ الاقتدار على كل شيء. وقرئ: {الرازق}. وفي قراءة النبي صلى اللّه عليه وسلم: {إنى أنا الرازق}.

.[سورة الذاريات: الآيات 59- 60]:

{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}.
الذنوب: الدلو العظيمة، وهذا تمثيل، أصله في السقاة يتقسمون الماء فيكون لهذا ذنوب ولهذا ذنوب. قال:
لنا ذنوب ولكم ذنوب ** فإن أبيتم فلنا القليب

ولما قال عمرو بن شاس:
وفي كل حى قد خبطت بنعمة ** فحقّ لشاس من نداك ذنوب

قال الملك: نعم وأذنبه. والمعنى: فإنّ الذين ظلموا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالتكذيب من أهل مكة لهم نصيب من عذاب اللّه مثل نصيب أصحابهم ونظرائهم من القرون. وعن قتادة: سجلا من عذاب اللّه مثل سجل أصحابهم {مِنْ يَوْمِهِمُ} من يوم القيامة. وقيل: من يوم بدر.
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «من قرأ سورة والذاريات أعطاه اللّه عشر حسنات بعدد كل ريح هبت وجرت في الدنيا». اهـ.

.قال الماوردي:

قوله تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}.
الذاريات: الرياح، واحدتها ذارية لأنها تذرو التراب والتبن أي تفرقه في الهواء، كما قال تعالى: {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} وفي قوله: {ذَرْوًا} وجهان:
أحدهما: مصدر.
الثاني: أنه بمعنى ما ذرت، قاله الكلبي. فكأنما أقسم بالرياح وما ذرت الرياح.
ويحتمل قولا ثالثًا: أن الذاريات النساء الولودات لأن في ترائبهن ذرو الخلق، لأنهن يذرين الأولاد فصرن ذاريات، وأقسم بهن لما في ترائبهن من خيرة عباده الصالحين، وخص النساء بذلك دون الرجال وإن كان كل واحد منهما ذاريًا لأمرين.
أحدهما: لأنهن اوعية دون الرجال فلاجتماع الذروين خصصن بالذكر.
الثاني: أن الذرو فيهن أطول زمانًا وهن بالمباشرة أقرب عهدًا.
{فَالْحَامِلاَتِ وِقرًا} فيها قولان:
أحدهما: أنها السحب يحملن وِقرًا بالمطر.
الثاني أنها الرياح يحملن وِقرًا بالسحاب، فتكون الريح الأولى مقدمة السحاب لأن أمام كل سحابة ريحًا، والريح الثانية حاملة السحاب. لأن السحاب لا يستقل ولا يسير إلا بريح. وتكون الريح الثانية تابعة للريح الأولى من غير توسط، قاله ابن بحر.
ويجري فيه احتمال قول:
ثالث: أنهن الحاملات من النساء إذا ثقلن بالحمل، والوقر ثقل الحمل على ظهر أو في بطن، وبالفتح ثقل الأذن.
{فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} فيها قولان:
أحدهما: السفن تجري بالريح يسرًا إلى حيث سيرت.
الثاني: أنه السحاب، وفي جريها يسرًا على هذا القول وجهان:
أحدهما: إلى حيث يسيرها الله تعالى من البقاع والبلاد.
الثاني: هو سهولة تسييرها، وذلك معروف عند العرب كما قال الأعشى:
كأن مشيتها من بيت جارتها ** مشي السحابة ولا ريث لا عجل

{فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} فيه قولان:
أحدهما: أنه السحاب يقسم الله به الحظوظ بين الناس.
الثاني: الملائكة التي تقسم أمر الله في خلقه، قاله الكلبي. وهم: جبريل وهو صاحب الوحي والغلظة، وميكائيل وهو صاحب الرزق والرحمة، وإسرافيل وهو صاحب الصور واللوح، وعزرائيل وهو ملك الموت وقابض الأرواح، عليهم السلام.
والواو التي فيها واو القسم، أقسم الله بها لما فيها من الآيات والمنافع.
{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} فيه وجهان:
أحدهما: إن يوم القيامة لكائن، قاله مجاهد.
الثاني: ما توعدون من الجزاء بالثواب والعقاب حق، وهذا جواب القسم.
{وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} فيه وجهان: أحدهما: إن الحساب لواجب، قاله مجاهد. الثاني: أن الدين الجزاء ومعناه أن جزاء أعمالكم بالثواب والعقاب لكائن، وهو معنى قول قتادة، ومنه قول لبيد.
قوم يدينون بالنوعين مثلهما ** بالسوء سوء وبالإحسان إحسانا

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} في السماء ها هنا وجهان:
أحدهما: أنها السحاب الذي يظل الأرض.
الثاني: وهو المشهور أنها السماء المرفوعة، قال عبد الله بن عمر: هي السماء السابعة.
وفي {الْحُبُكِ} سبعة أقاويل:
أحدها: أن الحبك الاستواء، وهو مروي عن ابن عباس على اختلاف.
الثاني: أنها الشدة، وهو قول أبي صالح.
الثالث: الصفاقة، قاله خصيف.
الرابع: أنها الطرق، مأخوذ من حبك الحمام طرائق على جناحه، قاله الأخفش، وأبو عبيدة.
الخامس: أنه الحسن والزينة، قاله علي وقتادة ومجاهد وسعيد بن جبير ومنه قول الراجز:
كأنما جللها الحواك ** كنقشة في وشيها حباك

السادس: أنه مثل حبك الماء إذا ضربته الريح، قاله الضحاك. قال زهير:
مكلل بأصول النجم تنسجه ** ريح الشمال لضاحي مائة حبك

السابع: لأنها حبكت بالنجوم، قاله الحسن. وهذا قسم ثان.
{إِنَّكُمْ لَفِي قول مُّخْتَلِفٍ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يعني في أمر مختلف، فمطيع وعاص، ومؤمن وكافر، قاله السدي.
الثاني: أنه القرآن فمصدق له ومكذب به، قاله قتادة.
الثالث: انهم أهل الشرك مختلف عليهم بالباطل، قاله ابن جريج.
ويحتمل رابعًا: أنهم عبدة الأوثان والأصنام يقرون بأن الله خالقهم ويعبدون غيره. وهذا جواب القسم الثاني.
{يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} فيه ستة تأويلات: